بالتعاون مع مختبر إيداهو الوطني الأمريكي وبهدف تحقيق الحياد المناخي باستخدام الطاقة النووية مؤسسة الإمارات للطاقة النووية تطلق خارطة طريق لخفض البصمة الكربونية لكافة الأنشطة في موقع محطات براكة

10.12.23

- التعاون بين المؤسسة والمختبر الأمريكي يأتي في ظل التنسيق المتواصل بينهما من أجل تطوير أنظمة إنتاج الهيدروجين والأمونيا والأكسجين والماء والبخار

- محطات براكة للطاقة النووية تقوم بتسريع خفض البصمة الكربونية لقطاع الصناعات الثقيلة في الدولة من أجل تحقيق الحياد المناخي

أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية عن إطلاق خارطة طريق لخفض البصمة الكربونية لكافة الأنشطة سواء في مرافق المؤسسة أو في موقع محطات براكة للطاقة النووية، والبدء بتطوير الخطط التنفيذية لهذه المبادرة بالتعاون مع مختبر إيداهو الوطني التابع لوزارة الطاقة الامريكية، أحد أكبر مؤسسات البحث العلمي وأكثرها تقدماً في العالم، وذلك تماشياً مع المبادرة الاستراتيجية لدولة الإماراتية العربية المتحدة الخاصة بالوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050، ومبادرة "الطاقة النووية من أجل الحياد المناخي" التي أطلقتها المؤسسة والمنظمة النووية الدولية.

وستتضمن خارطة الطريق، التي تم إطلاقها خلال قمة "الطاقة النووية من أجل الحياد المناخي" على هامش مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيرالمناخ COP28، وضع مسار يُمكّن مؤسسة الإمارات للطاقة النووية من خفض البصمة الكربونية وتحقيق الحياد المناخي لكافة أنشطتها باسخدام التكنولوجيا المتقدمة وخبرات فريق مختبر إيداهو الأمريكي، ولا سيما أن محطات براكة للطاقة النووية التي طورتها المؤسسة في أبوظبي، والتي من المقرر أن توفر 25% من احتياجات دولة الإمارات من الكهرباء فور تشغيلها بالكامل، تقوم بخفض البصمة الكربوينة لقطاع الطاقة في الدولة بشكل كبير، إلى جانب تمكين قطاعات الأعمال من أن تكون جزءً من الاقتصاد الخالي من الانبعاثات الكربونية، عبر إنتاج الكهرباء الصديقة للبيئة اللازمة للحصول على شهادات الطاقة النظيفة في أبوظبي.

كما تتضمن خارطة الطريق تطوير سبلٍ لخفض البصمة الكربونية لمختلف الأنشطة في موقع محطات براكة، مثل النقل ومرافق تخزين الطاقة واحتجاز الكربون، كما تراعي المهمات الأوسع للبرنامج النووي السلمي الإماراتي، حيث تقوم مؤسسة الإمارات للطاقة النووية باستكشاف فرص التوسع في مشاريع الطاقة النووية داخل دولة الإمارات وخارجها، بالإضافة إلى تقنيات الطاقة النووية المتقدمة بما فيها المفاعلات المعيارية المصغرة وإنتاج الهيدروجين باستخدام الطاقة النووية. كما يشمل تركيز المؤسسة التعاون الدولي للمساهمة في تعزيز مسيرة العالم للوصول إلى الحياد المناخي، والمساهمة في خفض البصمة الكربونية لقطاعات النقل والصناعات الثقيلة، إلى جانب تحويل محطات الفحم إلى محطات للطاقة النووية.

وتتضمن خارطة طريق خفض البصمة الكربونية للمؤسسة نموذجاً للحوكمة، والسياسات واللوائح، والبحث والتطوير والابتكار، والشراكات المحلية والدولية، والنظام البيئي، إضافة إلى التقنيات الجديدة، والتمويل والحوافز، والتواصل مع الشركاء، وحملات التوعية، وتطوير الكفاءات البشرية.

وبهذه المناسبة، قال سعادة محمد الحمادي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية: "من خلال التعاون مع مختبر إيداهو الوطني الأمريكي، نمضي قدماً نحو تحقيق أهدافنا الخاصة بالمساهمة في تحقيق الحياد المناخي في دولة الإمارات العربية المتحدة بحلول عام 2050، وتعزيز المسيرة العالمية للانتقال إلى مصادر الطاقة الصديقة للبيئة. ونحن في مؤسسة الإمارات للطاقة النووية نخطط لما هو أبعد من الخفض الواسع للبصمة الكربونية التي تقوم به محطات براكة، حيث نسعى لزيادة مساهمتنا في تحقيق الحياد المناخي، إلى جانب تسريع خفض البصمة الكربونية لكافة الأنشطة في موقع محطات براكة، ودعم القطاعات الصناعية التي يصعب فيها خفض البصمة الكربونية وتمكينها من المساهمة في تحقيق الحياد المناخي".

وأضاف الحمادي :"بالإضافة إلى ذلك، سنواصل تعزيز التعاون الدولي من أجل زيادة القدرة الإنتاجية للطاقة النووية، وتطوير تقنياتها الحالية والجديدة، بهدف دعم المسيرة العالمية للانتقال إلى مصادر الطاقة الخالية من الانبعاثات الكربونية ومواجهة التغير المناخي".

وكانت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية ومختبر إيداهو الوطني الأمريكي قررتا التعاون من أجل تطوير أنظمة إنتاج الهيدروجين والأمونيا والأكسجين والماء والبخار في محطات براكة وعلى نطاق تجاري، وذلك في إطار الرؤية المستقبلية لتصدير الهيدروجين والأمونيا الخالية من الانبعاثات الكربونية من أجل تلبية الطلب العالمي المتزايد.

ومن جهته، قال جون فاغنر مدير مختبر إيداهو الوطني الأمريكي :"يمتلك مختبر أيداهو الوطني الأمريكي مكانة علمية ريادية معترف بها في تصميم وتطوير ونشر تكنولوجيا الطاقة النووية في جميع أنحاء العالم. ومن خلال هذا التعاون، سنستفيد من قدراتنا وخبراتنا في مجال الطاقة النووية والمتجددة وأنظمة الحياد المناخي لدعم أهداف تطوير تقنيات الطاقة النووية الجديدة التي تسعى مؤسسة الإمارات للطاقة النووية إلى تحقيقها."

ويشارك مختبر إيداهو الوطني الامريكي في مؤتمر COP28 الذي تستضيفه حالياً دولة الإمارات في دبي.

وكانت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والمنظمة النووية الدولية، أطلقتا بدعم من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مبادرة "الطاقة النووية من أجل الحياد المناخي" في شهر سبتمبر 2023 خلال المؤتمر النووي العالمي، وذلك لمضاعفة القدرة الإنتاجية للطاقة النووية وتعزيز دورها في تحقيق الأهداف العالمية الخاصة بضمان أمن الطاقة وخفض الانبعاثات الكربونية.

وتركز مؤسسة الإمارات للطاقة النووية في المرحلة التالية من البرنامج النووي السلمي الإماراتي على استكشاف واجتذاب الاستثمارات الاستراتيجية في الطاقة النووية محلياً ودولياً، بهدف دعم النمو والتنمية في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وتعد محطات براكة واحدة من أكبر محطات الطاقة النووية في العالم، حيث تضم أربع مفاعلات متقدمة من طراز APR-1400. وبمجرد تشغيلها بالكامل ستوفر المحطات الأربع طاقة وفيرة وصديقة للبيئة للمنازل وقطاعات الأعمال، وستقوم بدور محوري في خفض البصمة الكربونية لمختلف القطاعات باعتبارها أكبر مصدر للكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية والضرورية لشهادات الطاقة النظيفة في الدولة، بالإضافة إلى دعم استراتيجية دولة الإمارات لتصبح من مصدري الغاز الطبيعي المسال بحلول عام 2030.

يذكر أن مختبر إيداهو الوطني تأسس في عام 1949 ويقع على مساحة تزيد عن 2305 كيلومتر مربع، والتي هي بحجم دولة لوكسمبورغ. ويضم المختبر أكثر من 5700 باحث وموظف يركزون على الابتكار في أبحاث الطاقة النووية وأنظمة الطاقة المتجددة والحلول الأمنية. والجدير بالذكر أن المختبر يتولى إدارة مفاعل اختبار المواد، الذي يعد الأول في العالم، بالإضافة إلى العديد من مرافق البحث والتطوير الأخرى.