مؤسسة الإمارات للطاقة النووية تحقق إنجازات نوعية في عمليات إنشاء المحطة الثانية في براكة
29.11.15
وذلك بعد تركيب لوح البطانة المعدني والقبة العليا لمبنى احتواء المفاعل الثاني
أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية عن تحقيقها أهم المراحل الإنشائية في المحطة النووية الثانية في موقع براكة بالمنطقة الغربية لأبوظبي. وتمثلت هذه الإنجازات في استكمال أعمال تركيب البطانة المعدنية الداخلية لمبنى احتواء المفاعل في المحطة الثانية وبلغ وزنها 2000 طن. إضافةً لذلك، أنهت المؤسسة أعمال تركيب القبة العليا لمبنى المحطة ورفع الجهاز الضاغط ووضع إطار سقف غرفة التحكم الرئيسية للمحطة. وأوضحت المؤسسة أن هذه الإنجازات في البرنامج النووي السلمي الإماراتي تأتي ضمن سعيها لاستكمال إنشاء أربع محطات نووية سلمية في المنطقة الغربية في عام 2020 وفق أعلى معايير السلامة والجودة. وفي هذا الإطار، قال سعادة المهندس محمد إبراهيم الحمادي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية: "تؤكد الإنجازات التي حققناها في المحطة الثانية التزامنا بأعلى معايير السلامة والجودة. تسير الأعمال على نحو آمن وذلك بفارق 12 شهراً بين كل محطة وأخرى، الأمر الذي من شأنه أن يُساهم في ضمان تنفيذ المهام في الوقت المحدد وبكفاءة في جميع مراحل المشروع". وأضاف الحمادي: "تعد البطانة المعدنية الداخلية وقبة المحطة الثانية من مميزات السلامة والأمان التي يتسم بها التصميم. وأنا فخورٌ بموظفينا وشركائنا المتعاقدين معنا وتعاونهم والتزامهم بمعايير السلامة والجودة. وأنا فخورٌ أيضًا بمستوى التقدم الذي وصلنا إليه، وذلك يعكس قدرتنا على الحفاظ على التزاماتنا تجاه إنجاح البرنامج النووي السلمي الإماراتي". وتتكون البطانة المعدنية الداخلية لمبنى الاحتواء من هيكل أسطواني مصنوع من الفولاذ المقاوم للصدأ، وهي تغطي الجدار الداخلي والسقف والأرضية المعززين بالخرسانة في مبنى الاحتواء، ويبلغ ارتفاع البطانة المعدنية الأسطوانية 60 متراً تقريباً (77 متراً مع القبة) ويصل قطرها إلى 45 متراً. وأُجريت عمليات الإنشاء على عدة مراحل، وبلغ الوزن الإجمالي للهيكل نحو 2000 طن، علمًا بأن البطانة تتكون من 19 حلقة بطانة منفصلة يبلغ ارتفاع كل منها 3 أمتار. وجدير بالذكر أن مبنى الاحتواء هو الذي سيحتوي على وعاء المفاعل النووي فيما بعد. واستغرقت العملية 15 شهراً شارك فيها فريق مكون من أكثر من 240 عاملاً ومشرفاً على البناء. وسيواصل فريق الإنشاء في المؤسسة أعماله على مدى الأشهر القليلة المقبلة لتغطية لوح البطانة بالخرسانة لإنهاء هيكل مبنى احتواء المفاعل النووي. من جانبٍ آخر، تعدّ قبة مبنى الاحتواء أحد أهم أجزاء المبنى، وقد خضع الهيكل الخرساني المعزز بالفولاذ إلى عمليات إنشائية معقدة. ذلك لأن القبة تعتبر الحاجز الدفاعي الثالث بعد نظام أعمدة الوقود النووي ونظام تبريد المفاعل. أما الجهاز الضاغط فقد رُفع ثم ثُبّت في مكانه، ويبلغ وزنه نحو 140 طناً وعرضه 2.6 متر وطوله أكثر من 16 متراً. ويعد الضاغط أحد المكونات الأخيرة من نظام تبريد المفاعل التي وضعت في مبنى احتواء المفاعل، في حين أن المكونات الأخيرة ستُجمع وتوضع في مكانها المخصص في الأشهر القليلة القادمة. الجدير بالذكر أن الضاغط يحافظ على مستوى الضغط في نظام تبريد المفاعل، وهي وظيفة أساسية في مفاعل الماء المضغوط من طراز مفاعل الطاقة المتقدم (APR-1400) الجاري إنشاؤه في محطة براكة. وبعد استكمال المحطات النووية الأربعة، ستبلغ القدرة الإنتاجية لمحطة براكة 5600 ميغاواط، وستوفر نحو 25% من احتياجات الكهرباء في دولة الإمارات. وقد وصلت نسبة إنجاز المحطة الأولى إلى أكثر من 78%، أما المحطة الثانية فقد وصلت نسبة الإنجاز فيها إلى 56%. وتسعى مؤسسة الإمارات للطاقة النووية حالياً للحصول على رخصة تشغيل المحطتين الأولى والثانية من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، وتعمل على الرد على جميع استفسارات الهيئة لضمان الحصول على الرخصة. ومن المتوقع استكمال البرنامج النووي السلمي الإماراتي في عام 2020 بعد تشغيل المحطة الرابعة وتوصيلها بشبكة الكهرباء لدولة الإمارات، وستوفر المؤسسة حينها طاقة كهربائية صديقة للبيئة تنعدم فيها تقريباً الانبعاثات الضارة، وبذلك ستسهم في تعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي للدولة.