مؤسسة الإمارات للطاقة النووية تحقق إنجازًا جديدًا بتركيب الجهاز الثاني لمحاكاة غرف التحكم بالمفاعلات وإتمام تطوير مركز التدريب في موقع براكة
26.07.15
أجرت المؤسسة تحديثًا على أجهزة المحاكاة بأحدث النماذج لتتوافق مع الظروف البيئية ومعايير محطة براكة للطاقة النووية
أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية عن تركيب الجهاز الثاني لمحاكاة مفاعل الطاقة المتقدم 1400 في مركزها الخاص بالتدريب على أجهزة المحاكاة لغرف التحكم بمفاعلات الطاقة النووية في موقع براكة.
ويأتي هذا الانجاز بالتزامن مع الانتهاء من تحديث جهاز المحاكاة الأول الذي تم تركيبه عام 2014، وتضمن التحديث وضع نماذج المعلومات في جهازي المحاكاة والتي صُممت خصيصًا لتتناسب مع البيئة المُحيطة بمحطة براكة للطاقة النووية والظروف المناخية في دولة الإمارات، ما يمكن تلك الأجهزة من محاكاة الظروف الحقيقية والسيناريوهات المستقبلية المحتملة في المحطات.
وتعدّ أجهزة المحاكاة في مؤسسة الإمارات للطاقة النووية من أحدث أجهزة التدريب في العالم نظرًا إلى مدى تطوّر النماذج الأساسية للأجهزة وأنظمة القياس والتحكم فيها. وتُستخدم هذه الأجهزة للتدريب بجانب الصفوف الدراسية والتدريب العملي لمشغلي مفاعلات الطاقة النووية ومديري تشغيل المفاعلات النووية وذلك لتزويدهم بالمهارات والخبرات الضرورية لتشغيل محطات الطاقة النووية بكفاءة وسلامة. إن التدريب على أجهزة المُحاكاة هو جزءٌ أساسي من ثقافة السلامة التي تلتزم بها المؤسسة ولها دورٌ مهم في نطاق استعداد المؤسسة لتشغيل المحطة النووية الأولى في عام 2017.
الجدير بالذكر أن المؤسسة عملت على تطوير هذه الأجهزة بالتعاون مع مقاولها الرئيسي وهو الشركة الكورية للطاقة الكهربائية (كيبكو)، وستحاكي الظروف والبيئة الحقيقية التي سيعمل فيها مشغلو مفاعلات الطاقة النووية وستتيح الفرصة لمشغلي المفاعلات لخوض تجربة مواجهة أحداث غير متوقعة في العمليات اليومية.
وفي هذا السياق قال المهندس أحمد الرميثي، نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية: "تعمل مؤسسة الإمارات للطاقة النووية لتطوير أولى محطات الطاقة النووية في الدولة وفقًا لأعلى معايير السلامة والجودة والأداء، وتركز في الوقت ذاته على استقطاب المهندسين المتخصصين الأكفاء وتدريبهم وتحضيرهم للعمل في المؤسسة. وتضع المؤسسة السلامة على رأس قائمة أولوياتها، ولهذا سيؤدي مركز التدريب على أجهزة المحاكاة دورًا رئيسيًا في بناء ثقافة السلامة النووية، مع العلم بأن هذه الطريقة في التدريب قد أثبتت نجاحها وفاعليتها في إمداد المشغلين بالخبرات الكافية لإدارة تشغيل محطات الطاقة النووية على نحو آمن وموثوق."
ويُعد مركز التدريب المقر الرئيسي للبرنامج التدريبي المكثف المخصص لمشغلي المفاعلات ومديري تشغيل المفاعلات، فهو يعمل على تحضيرهم للحصول على شهادة التأهيل لتشغيل المفاعلات النووية وذلك بإشراف الهيئة الاتحادية للرقابة النووية. ويستغرق البرنامج التدريبي 28 شهرًا، يقضي فيها المتدربون 26 أسبوعًا في التدريب على أجهزة المحاكاة بجانب التدريب العملي الذي يجب عليهم إنهائه قبل الحصول على الشهادة. وصُمم المركز أيضًا لتقديم التدريب المستمر لمديري تشغيل المفاعلات النووية في المؤسسة، فهم سيخضعون لدورات تدريبية وصفوف دراسية شاملة وتدريب على أجهزة المحاكاة والاختبارات كل ستة أسابيع.
تبلغ مساحة مركز التدريب 7000 مترًا مربعًا ويضم جهازي محاكاة رقميين للتدريب، وهما مُطابقان لغرفة التحكم الرئيسية في المحطة الأولى. والمركز مجهزٌ بصفوف دراسية ومُعدات التدريب بأحدث التقنيات وأحدث مرافق ورشات العمل التفاعلية التي يحتاجها المهندسون لتطبيق النظريات والأنظمة والمعارف والمهارات التي تعلموها في التدريب العملي.
وتملك المؤسسة حاليًا 116 متدربًا من مشغلي مفاعلات الطاقة النووية ومديري تشغيل المفاعلات مُصنّفين في سبع مجموعات تدريبية وكل مجموعةٍ منها في مرحلة مختلفة من التدريب، وستخضع مجموعتين منها إلى امتحان شهادة التأهيل في شهر فبراير عام 2016. يمثّل مواطنو ومواطنات دولة الإمارات العربية المتحدة نسبة 98% من هذه المجموعات، وستيولّون في المستقبل مهام التشغيل الآمن لمحطات الطاقة النووية في العام 2017.
تجدر الإشارة إلى أن جهاز المحاكاة الثاني الذي يبلغ وزنه 20 طنًا خضع لعمليات اختبار مكثفة واختبارات أداء صارمة في مرافق شركة كيبكو في كوريا الجنوبية، وذلك لضمان استيفاء الجهاز لمعايير الهيئة الاتحادية للرقابة النووية. بعد ذلك، نُقل الجهاز إلى موقع براكة وثُبّت في مركز التدريب وخضع لاختبارات إضافية أخرى للتأكد من أدائه وجاهزيته للتشغيل قبل البدء في استخدامه للتدريب.
تسير عمليات الإنشاء في محطة براكة للطاقة النووية على نحوٍ آمن وحسب الجدول الزمني المحدّد، وستضم المحطة بعد إتمام الإنشاءات أربعة مفاعلات ستوفر لدولة الإمارات العربية المتحدة نحو 5,600 ميغاواط من الطاقة الكهربائية. وقد تجاوزت نسبة إنجاز المحطة الأولى 74%، في حين وصلت نسبة إنجاز المحطة الثانية إلى 51%، بينما وصلت نسبة إنجاز المشروع الكامل إلى أكثر من 48%. من المُقرر تشغيل المحطة الأولى في العام 2017 والمحطة الثانية في 2018 وتليها المحطة الثالثة في عام 2019 وتختتم بتشغيل المحطة الرابعة في عام 2020، وذلك حسب الموافقات الرقابية والتنظيمية.