عمليات المحطة
الرخصة التشغيلية
في عام 2015، قدمت شركة الإمارات للطاقة النووية رخصة تشغيل المحطتين الأولى والثانية من محطات براكة للطاقة النووية للهيئة الاتحادية للرقابة النووية بالنيابة عن ذراعها التشغيلية، شركة الإمارات للطاقة النووية- العمليات التشغيلية، والتي تضمنت تفاصيل وافية عن التصميم والتشغيل وإجراءات الإيقاف النهائي. وفي عام 2017، قدمت شركة الإمارات للطاقة النووية- العمليات التشعيلية، شكل منفصل طلب رخصة تشغيل المحطتين الثالثة والرابعة للهيئة الاتحادية للرقابة النووية.
في فبراير 2020، منحت الهيئة الاتحادية للرقابة النووية رخصة التشغيل لشركة الإمارات للطاقة النووية- العمليات التشغيلية – وهي شركة تابعة لشركة الإمارات للطاقة النووية ومسؤولة عن تشغيل وصيانة محطات براكة الأربع، مما سمح لها بتحميل الوقود النووي بأمان في المحطة الأولى، وهو ما تكرر في المحطات الثلاث الأخرى.
في مارس 2021، منحت الهيءة الاتحادية للرقابة النووية رخصة تشغيل المحطة الثانية في براكة لشركة الإمارات للطاقة النووية- العمليات التشغيلية، وفي يونيو عام 2022، حصلت الشركة نفسها على رخصة تشغيل المحطة الثالثة من الهيئة، والتي منحتها في نوفمبر 2023 رخصة تشغيل المحطة الرابعة. وفوضت رخص التشغيل هذه شركة الإمارات للطاقة النووية- العمليات التشغيلية بتشغيل كافة محطات براكة الأربع لمدة 60 عاماً.
تم إصدار رخص التشغيل بعد سلسلة من عمليات التفتيش والدراسة المستفيضة التي قامت بها الهيئة الاتحادية للرقابة النووية لطلب الحصول على رخص التشغيل. ومنذ عام 2009، خضعت كل من شركة الإمارات للطاقة النووية وذراعها التشغيلية، شركة الإمارات للطاقة النووية- العمليات التشغيلية، لأكثر من 500 عملية تفتيش من قبل الهيئة. إلى جانب أكثر من 100 مراجعة وتقييمات إضافية قامت بها المنظمة الدولية للمشغلين النوويين والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأكدت كافة المراجعات والتقييمات على اتباع دولة الإمارات لأعلى المعايير العالمية في تطويرها للبرنامج النووي السلمي الإماراتي.
تحميل الوقود النووي في المحطة الأولى
بعد استلام رخص التشغيل، نقلت شركة الإمارات للطاقة النووية- العمليات التشغيلية حزم أعمدة الوقود النووي إلى مباني احتواء المفاعل في محطات براكة. وذلك باستخدام نظام خاص لنقل الوقود من أماكن التخزين إلى مبنى المفاعل. ويتم بعد ذلك خفضه بواسطة الرافعات الكبيرة إلى مواقع محددة داخل حاوية المفاعل. وخلال هذه العملية، لا يتم تعريض الوقود النووي للإشعاع ويمكن حمله بدون معدات واقية.
تتم مراقبة العمل عن كثب في جميع الأوقات ويتم تنفيذه وفقًا لأفضل الممارسات الدولية والإجراءات الدقيقة.
قم بتحميل الملف الخاص بتحميل الوقود النووي
التفتيش المستقل
بعد تحميل كافة حزم أعمدة الوقود النووي في المفاعل، قام فريق من الخبراء من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة محطات براكة لإجراء تفتيش للتحقق من المخزون المادي، إذ يهدف هذا التفتيش لتحديد كافة حزم أعمدة الوقود المحملة في قلب المفاعل باستخدام أرقامها التسلسلية، والتحقق من أن جميع المواد النووية المصرح بها والمخزنة في محطات براكة قد تم حسابها. وبهذه الطريقة، تتأكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه استخدام هذه المواد للأغراض السلمية فقط.
تم الانتهاء من التفتيش الأول في مارس 2020. وأظهرت النتائج أن دولة الإمارات لا تزال ملتزمة بحظر الانتشار النووي والشفافية التامة.
وبعد الانتهاء من التفتيش، تم إجراء سلسلة من الاختبارات المصممة للتحقق من أن كل نظام من أنظمة المفاعل يعمل كما يجب إلى جانب إعادة إغلاق حاوية المفاعل بإحكام.
بدء العمليات التشغيلية في المحطة
بعد اكتمال مرحلة الاختبارات هذه والتحقق منها، أتم الفريق المختص في شركة الإمارات للطاقة النووية- العمليات التشغيلية، عملية بدء تشغيل المفاعل وتحقيق سلسلة من التفاعلات النووية المستمرة داخل المفاعل لأول مرة. وتعرف هذه العملية أيضًا باسم بدء العمليات التشغيلية "مرحلة بدء التفاعل النووي" وهي الخطوة التي يتم فيها إطلاق نيوترون للاصطدام بذرة اليورانيوم (تقع حبيبات اليورانيوم داخل حزم أعمدة الوقود النووي في المفاعل)، وينتج عن الاصطدام حرارة والعديد من النيوترونات الأخرى. وتقوم النيوترونات الجديدة بالاصطدام بذرات اليورانيوم الأخرى فتنقسم لينتج عنها حرارة ونيوترونات أكثر. يطلق على هذه العملية اسم التفاعل المتسلسل وتحدث من تلقاء نفسها.
يتم بعدها السماح للتفاعل بالاستمرار، خطوة بخطوة، لزيادة الحرارة داخل المفاعل، ثم زيادة معدل التفاعل المتسلسل وكمية الحرارة المنتجة داخل المفاعل تدريجياً وببطء، لإنتاج بخار كافٍ لتشغيل التوربين، والذي يعمل على تدوير المُولّد لإنتاج كهرباء صديقة للبيئة.
قم بتحميل الملف الخاص ببدء العمليات التشغيلية
ربط المحطة بشبكة الكهرباء
في محطات الطاقة النووية، يتم ربط محطات الطاقة النووية بشبكة الكهرباء بنفس الطريقة التي يتم بها ربط أي محطة تعمل بالغاز أو الفحم أو النفط، فجميع المحطات تستخدم نفس المعدات والإجراءات لربطها بالشبكة. والفرق الرئيسي بين المحطات التي تعمل بالوقود الأحفوري ومحطة الطاقة النووية هو أن محطات الطاقة النووية تستخدم حبيبات اليورانيوم كوقود لإنتاج الحرارة، مما يولد البخار الذي يدور التوربين، والذي بدوره يحرك المولد الكهربائي لإنتاج الكهرباء. هذه العملية لا ينتج عنها أي انبعاثات كربونية.
لتوصيل محطة طاقة نووية بشبكة الكهرباء، يعمل مشغلو المفاعل على زيادة الحرارة الناتجة عن المفاعل تدريجيًا لإنتاج ما يكفي من البخار لبدء دوران التوربين وتشغيل المولد. بمجرد أن يصل المفاعل إلى حوالي 15% من الطاقة، يتم توليد ما يكفي من البخار لجعل التوربين يدور بسرعته المثلى حوالي 1500 دورة بالدقيقة، الأمر الذي يسمح للمولد الكهربائي بالاستعداد لربطه بشبكة الكهرباء.
قم بتحميل الملف الخاص بربط المحطة بشبكة الكهرباء
اختبار الطاقة التصاعدي
بعد ربط المحطة بشبكة الكهرباء، يقوم المشغلون بإجراء سلسلة من الاختبارات في إطار ما يعرف باختبار الطاقة التصاعدي، والذي يتضمن زيادة طاقة المفاعل تدريجيًا لاختبار مكونات المحطة ومراقبتها والتأكد من أن عملية إنتاج الكهرباء تتم على درجة عالية من الأمان. وبعد عدة أشهر، تصل المحطة إلى طاقتها الإنتاجية الكاملة بنسبة 100٪.
خلال هذه العملية، يتم إجراء العديد من الاختبارات على الأنظمة كجزء من برنامج مكثف يستمر لعدة أشهر. وبعد الانتهاء من جميع الاختبارات، يتم إيقاف تشغيل المفاعلات لإجراء فحص الصيانة، المعروف باسم إعادة التزود بالوقود، قبل بدء التشغيل التجاري الكامل. لا تكتمل هذه العملية إلا قبل فترة التشغيل التجاري الأولى لكل مفاعل، وهي الآن مكتملة في كافة مفاعلات براكة.
التشغيل التجاري
بعد تشغيل المفاعل مرة أخرى، وبعد تأكد مشغلي ومهندسي وفنيي شركة الإمارات للطاقة النووية- العمليات التشغيلية، أن كل محطة من المحطات الأربع في براكة تلبي كافة المتطلبات وفقًا للوائح التنظيمية المحلية وأعلى معايير السلامة العالمية، قاموا بتشغيل المحطات كلاً حسب الجدول الزمني بطاقتها الكاملة بنسبة 100% لفترة زمنية محددة مسبقًا، وفي نهايتها تم الإعلان عن بدء التشغيل التجاري للمحطة، وتوفير الكهرباء النظيفة لشبكة الكهرباء في الدولة على مدار الساعة.
يمثل التشغيل التجاري نهاية الاختبارات في المفاعل النووي، وهو إعلان بأن المحطة تعمل بقدرتها الإنتاجية الكاملة، وأنها تلبي كافة المتطلبات المحلية والمعايير الدولية.
والآن توفر محطات براكة الأربع كميات كبيرة من الكهرباء النظيفة والموثوقة على مدار الساعة وخلال الستين عامًا القادمة، وسيتم إيقافها مؤقتًا لتزويدها بالوقود كل 12 إلى 18 شهرًا.