محطات براكة للطاقة النووية وظاهرة تغير المناخ
يواجه العالم تحديات بيئية غير مسبوقة: ارتفاع درجات الحرارة، وذوبان القمم الجليدية، وأنماط الطقس غير المتوقعة بشكل متزايد. وفي الوقت نفسه، يؤدي النمو السكاني والتوسع الحضري والتكنولوجيا مثل الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات إلى زيادة الطلب على الكهرباء. الآن وأكثر من أي وقت مضى، يعد إيجاد حلول مستدامة وموثوقة للطاقة أمراً ضرورياً للعيش والنمو والتقدم، من دون تسريع الآثار السلبية لتغير المناخ والتسبب في أضرار لا رجعة فيها.
تقوم دولة الإمارات العربية المتحدة بدور ريادي واستباقي في مواجهة هذا التحدي، من خلال تطوير مرحلة جديدة من الكهرباء النظيفة. ومن خلال الاستثمار في كل من الطاقة النووية والطاقة المتجددة، تطور دولة الإمارات محفظة طاقة تلبي الطلب المتزايد على الكهرباء، مع خفض الابنعاثات الكربونية بشكل كبير.
مساهم رئيسي في الكهرباء النظيفة
باعتبارها أكبر مصدر منفرد للكهرباء النظيفة في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، تحد محطات براكة للطاقة النووية من 22.4 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً، مما يؤدي إلى كون محطات براكة أكبر مساهم في الخفض الواسع للبصمة الكربونية في دولة الإمارات والمنطقة. في الواقع، فإن الكهرباء النظيفة التي تنتجها محطات براكة تساهم بما نسبته 24% من التزامات دولة الإمارات بخفض الانبعاثات الكربونية للعام 2030.
اليوم، تنتج محطات براكة 40 تيراواط/ساعة من الكهرباء النظيفة سنوياً - وهو ما يلبي 25% من احتياجات دولة الإمارات من الكهرباء. وهذا يعادل إضاءة 80 برج خليفة، أوشحن 16 مليون سيارة كهربائية، أو الطلب السنوي على الطاقة في نيوزيلندا.
تطوير نموذج يُحتذى به
الكهرباء النظيفة التي تنتجها محطات براكة تكفي لتشغيل 574 ألف منزل في دولة الإمارات لمدة عام كامل، مما يدل على الدور المحوري للطاقة النووية في مزيج الطاقة النظيفة. وتم تطوير محطات براكة وفقاً لأعلى معايير السلامة والجودة، وهي مثال على الإدارة الدقيقة والمحكمة والتميز التشغيلي.
توفر الكهرباء النظيفة من مصادر مثل محطات براكة حلا ًمستداماً لمواجهة التغير المناخي وتحديات أمن الطاقة. وتقوم محطات براكة بدور محوري في تطوير مستقبل مستدام، من خلال الحد من 22.4 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً، وهو ما يعادل إزحة 4.8 مليون سيارة من الطرق، أوكمية الانبعاثات التي تنقيها من الجو 350 مليون شجرة على مدى عقد من الزمان.
قيادة الجهود الدولية لخفض البصمة الكربونية
هناك حالياً طلب كبير ومتزايد على الكهرباء النظيفة لدعم القطاعات التي تتطلب كميات ضخمة من الطاقة مثل الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات، إلى جانب ضرورة خفض البصمة الكربونية للصناعات الثقيلة وتلك التي يصعب فيها ذلك. وأصبح إنتاج الطاقة الكهربائية النظيفة، الخالية من سلاسل التوريد المتقلبة، في مقدمة الأجندات الاستراتيجية العالمية. وستكتسب الدول التي تنجح في تطوير هذه التقنيات بلا شك ميزة تنافسية في تحقيق أمن الطاقة والاستدامة.
ونتيجة لذلك، أطلقت المنظمة النووية العالمية وشركة الإمارات للطاقة النووية في سبتمبر 2023، بدعم من مبادرة "الذرة من اجل الحياد المناخي" التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، مبادرة "الطاقة النووية من أجل الحياد المناخي"، وهي دعوة عالمية للتعاون غير المسبوق بين الحكومات وقادة قطاع الطاقة النووية والمجتمع المدني لمضاعفة القدرة الإنتاجية العالمية للطاقة النووية ثلاث مرات وتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050. وتهدف المبادرة إلى تسخير إمكانات الطاقة النووية بالكامل في خفض البصمة الكربونية لأنظمة الطاقة العالمية، وتعزيز قيمتها، وإزالة الحواجز أمام نموها.
وخلال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخي COP 28، الذي استضافته دولة الإمارات العربية المتحدة في ديسمبر 2023، اجتمعت 25 دولة لدعم مضاعفة قدرة الطاقة النووية على مستوى العالم ثلاث مرات بحلول عام 2050، وبدعم من نحو 120 شركة. وللمرة الأولى في إصدارات المؤتمر، أصبحت الطاقة النووية الآن معترف بها كتكنولوجيا طاقة نظيفة لتسريع الطريق للوصول إلى الحياد المناخي. في سبتمبر 2024، أعلن 14 من اكبر البنوك العالمية عن دعمها لتلك الدول التي تتطلع إلى مضاعفة القدرة الإنتاجية للطاقة النووية العالمية ثلاث مرات، كجزء من الحاجة إلى تمكين الطاقة النووية من الوصول إلى تريليونات الدولارات الرئيسية المتاحة لتمويل التحول المناخي والطاقة.
مستقبل مستدام لدولة لإمارات العربية المتحدة
تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة على ضمان مستقبل أكثر إشراقاً واستدامة لشعبها. ومع الكهرباء النظيفة والوفيرة التي تعزز التنمية في الدولة اليوم، فإننا ندعم صحة ورفاهية مجتمعاتنا مع حماية أنظمتنا البيئية الثمينة والفريدة. وبالإضافة إلى تعزيز جهود خفض البصمة الكربونية في الدولة، تساهم الطاقة النووية في دعم النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل، وإبراز جدوى مشاريع الطاقة النووية واسعة النطاق. ومع عمر افتراضي يقدر بنحو 60 عاماً على الأقل، ستواصل محطات براكة توفير الكهرباء النظيفة، والفوائد الاقتصادية، والمعارف الوطنية، والتقدم للأجيال القادمة.